الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[سورة الأحزاب: الآيات 41- 44]: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}..الإعراب: {أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {الذين} بدل من أيّ في محلّ نصب {ذكرا} مفعول مطلق منصوب.جملة: {يأيّها الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {اذكروا} لا محلّ لها جواب النداء.{بكرة} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {سبّحوه}.وجملة: {سبّحوه} لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.{عليكم} متعلّق ب {يصلّي} {ملائكته} معطوفة على الضمير المستتر فاعل يصلّي مرفوع، ولم يؤكّد بالمنفصل لوجود الفاصل {عليكم} في للتعليل {يخرجكم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {من الظلمات} متعلّق ب {يخرجكم} وكذلك {إلى النور}.والمصدر المؤوّل {أن يخرجكم} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {يصلّي}.{بالمؤمنين} متعلّق بخبر كان {رحيما}.وجملة: {هو الذي} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.وجملة: {يصلّي} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.وجملة: {يخرجكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي {أن} المضمر.وجملة: {كان} {رحيما} لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّي.{يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بتحيّتهم {سلام} مبتدأ ثان خبره محذوف تقديره عليكم، الواو عاطفة {لهم} متعلّق ب {أعدّ}.وجملة: {تحيّتهم} {سلام} عليكم لا محلّ لها استئناف بيانيّ.وجملة: سلام عليكم في محلّ رفع خبر المبتدأ {تحيّتهم}.وجملة: {أعد} لا محلّ لها معطوفة على جملة تحيّته..البلاغة: 1- التخصيص: في قال تعالى: {بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات، بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات، لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار، وتلتقي فيهما كإفراد التسبيح من بين الأذكار، مع اندراجه فيها، لكونه العمدة بينها.2- الاستعارة: في قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ}.لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، أستعير لمن ينعطف على غيره حنوّا عليه وترؤفا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حنوّها على ولدها، ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف. ومنه قولهم: صلى اللّه عليك، أي ترحم عليك وترأف..[سورة الأحزاب: الآيات 45- 48]: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}..الإعراب: {يأيّها النبيّ} مثل يأيّها الذين، {شاهدا} حال منصوبة من ضمير الخطاب {إلى اللّه} متعلّق ب {داعيا} {بإذنه} حال من الضمير في {داعيا} {سراجا} معطوف على {شاهدا} فهو حال في المعنى، {لهم} متعلّق بخبر أنّ {من اللّه} متعلّق بحال من {فضلا} اسم أنّ الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تطع} مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين {على اللّه} متعلّق ب {توكّل} {كفى باللّه وكيلا} مثل كفى باللّه حسيبا.والمصدر المؤوّل {أنّ لهم} {فضلا} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {بشّر}.جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {إنّا أرسلناك} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {أرسلناك} في محلّ رفع خبر إنّ.وجملة: {بشّر} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:راقب الناس وبشّر...، والاستئناف في حيّز النداء.وجملة: {لا تطع} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.وجملة: {دع أذاهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.وجملة: {توكّل} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.وجملة: {كفى باللّه وكيلا} لا محلّ لها استئنافيّة..الصرف: {دع} فيه إعلال بالحذف لمناسبة الأمر فهو مثال واوي وزنه عل بفتح فسكون..[سورة الأحزاب: آية 49]: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحًا جَمِيلًا (49)}..الإعراب: {يأيها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، {من قبل} متعلّق ب {طلّقتموهنّ} والواو فيه زائدة لإشباع حركة الميم أن حرف مصدريّ ونصب الفاء رابطة لجواب الشرط ما نافية مهملة {لكم} متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ عدّة وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا {عليهنّ} متعلّق بالاستقرار الذي هو خب.والمصدر المؤوّل {أن تمسّوهنّ} في محلّ جرّ مضاف إليه.الفاء الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر {سراحا} مفعول مطلق منصوب.جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {نكحتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {طلّقتموهنّ} في محلّ جرّ معطوف على جملة نكحتم.وجملة: {تمسّوهنّ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.وجملة: ما {لكم} {من عدّة} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.وجملة: {تعتدّونها} في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لعدّة.وجملة: {متّعوهنّ} جواب شرط مقدّر أي: إن لم تفرضوا لهنّ صداقا فمتّعوهنّ.وجملة: {سرّحوهنّ} معطوفة على جملة متّعوهنّ..البلاغة: 1- المجاز المرسل: في قال تعالى: {إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ} تسمية العقد نكاحا مجاز مرسل، علاقته الملابسة، من حيث أنه طريق إليه، ونظيره تسميتهم الخمر إثما، لأنها سبب في اقتراف الإثم.2- الكناية: في قال تعالى: {تَمَسُّوهُنَّ}.من آداب القرآن: الكناية عن الوطء بلفظ: الملامسة، والمماسة، والقربان، والتغشي، والإتيان..الفوائد: - لا طلاق ولا عدة قبل النكاح:في الآية دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع، لأن اللّه تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق. وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وطاووس ومجاهد والشعبي وقتادة وأكثر أهل العلم. وذهب الشافعي وروى عن ابن مسعود، أنه يقع الطلاق وهو قول إبراهيم النخعي وأصحاب الرأي. والقول الأول هو الأرجح، لقول ابن عباس: جعل اللّه الطلاق بعد النكاح.ومن جهة أخرى، فقد أجمع العلماء، أنه إذا كان الطلاق قبل المسيس والخلوة فلا عدة. وذهب أحمد إلى أن الخلوة توجب العدة والصداق..[سورة الأحزاب: آية 50]: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)}..الإعراب: {يأيّها النبيّ} مثل يأيّها الذين، {لك} متعلّق ب {أحللنا} {اللاتي} اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواجك.الواو عاطفة في كلّ المواضع ما اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أزواجك {ممّا} متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: ما ملكتها يمينك {عليك} متعلّق ب {أفاء} وألفاظ {بنات} الأربعة معطوفة على أزواجك منصوبة وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم {اللاتي} اسم موصول في محلّ نصب نعت لبنات {معك} ظرف منصوب متعلّق ب {هاجرن} {امرأة} معطوفة على أزواجك منصوبة {وهبت} فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط {للنبيّ} متعلّق ب {وهبت} {أراد} مثل وهبت أن حرف مصدريّ ونصب {خالصة} حال منصوبة {لك} متعلّق بخالصة {من دون} متعلّق بحال من الضمير في خالصة والمصدر المؤوّل {أن يستنكحها} في محلّ نصب مفعول به عامله أراد.ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {عليهم} متعلّق ب {فرضنا} {في أزواجهم} متعلّق ب {فرضنا} ما الثاني موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم بالواو في حرف جرّ {كي} حرف مصدريّ ونصب لا نافية {عليك} متعلّق بخبر يكون.والمصدر المؤوّل {كي لا يكون} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {أحللنا}.جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {إنّا أحللنا} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {أحللنا} في محلّ رفع خبر إنّ.وجملة: {آتيت} لا محلّ لها صلة الموصول {اللاتي}.وجملة: {ملكت يمينك} لا محلّ لها صلة الموصول ما.وجملة: {أفاء اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.وجملة: {هاجرن} لا محلّ لها صلة الموصول {اللاتي}.وجملة: {وهبت} في محلّ نصب نعت ثان لامرأة.. وجواب الشرط محذوف أي: فهي حلّ له.وجملة: {أراد النبيّ} لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب السابق.وجملة: {يستنكحها} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن.وجملة: {علمنا} لا محلّ لها اعتراضيّة.وجملة: {فرضنا} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثالث.وجملة: {ملكت أيمانهم} لا محلّ لها صلة الموصول ما الرابع.وجملة: {يكون عليك حرج} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {كي}.وجملة: {كان اللّه غفورا} لا محلّ لها استئنافيّة..البلاغة: الالتفات: في قال تعالى: {نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها}.حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بأنه مما خص به وأوثر، ومجيئه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوّة، وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه الكرامة لنبوته..الفوائد: زواج الهبة:أفادت هذه الآية أن اللّه عز وجل قد أحل للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة مؤمنة، وهبت نفسها له بغير صداق أما غير المؤمنة، فلا تحل له في ذلك أما غير النبي صلى الله عليه وسلم، من سائر المسلمين، فلا ينعقد نكاحه بلفظ الهبة، بل لابد من لفظ الإنكاح أو التزويج.وهذا قول أكثر العلماء ومنهم مالك والشافعي. وقال ابن عباس ومجاهد: لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح أو بملك يمين، والآية على سبيل الفرض والتقدير. وقال آخرون: بل كانت عنده امرأة وهبت نفسها له، فقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة. وقال قتادة: هي ميمونة بنت الحرث. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي: أم شريك بنت جابر.وقال عروة بن الزبير: هي: خولة بنت حكيم..[سورة الأحزاب: آية 51]: {تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُئْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}.
|